
كتبت / رشا أنور
ما هو زواج التجربة
أنتشر مؤخرا بين رواد التواصل الاجتماعي عقد جديد للزواج و أثير ضجة كبيرة ويعرف باسم “زواج التجربة” الذي دعا إليه دكتور أحمد مهران رئيس مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية،
فى محاولة منه لإيجاد حل للحد من الطلاق المبكر، الذى أصبح منتشراً بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، لعدم قدرة الطرفين على التفاهم فى بداية الحياة الزوجية،
وأنتشر على السيوشيال ميديا انه زواج بيتم تحديد مدة لعقد الزواج للنظر في نجاح الزوجين من عدمه في حيتهما وأثار جدلا كبيرة حول مدى موافقته للشرع الإسلامي.
وتقوم فكرة “زواج التجربة”، على توقيع عقد مدني ينص على تحديد فترة الزواج لمدة معينة، وفق شروط يضعها الزوجان في العقد، حيث يمكن لهما البقاء لدى أسرهما، وتحديد موعد للقاء بينهما.
ويقضي “زواج التجربة” بإلزام الزوجين بعدم الانفصال في مدة أقصاها من 3 إلى 5 سنوات، يكون الزوجان بعدها في حِلٍّ من أمرهما، إما باستمرار الزواج، أو الانفصال حال استحالة العشرة بينهما.
تصريحات صاحب مبادرة زواج التجربة
وبمتابعة راديو نجومنا بدأت المبادرة في بداية شهر ديسمبر الماضي، مع إطلاق المحامي المصري، أحمد مهران، هذه المبادرة “للعمل على الحد من نسب الطلاق”، على حد قوله، لما تشهده مصر من ارتفاع في نسب الطلاق بشكل ملحوظ في عمر العشرين، ما يجعل الشباب يخاف من إعادة التجربة مرة أخرى.
أقرا أيضا

وفي حديث سابق مع بي بي سي، قال المحامي أحمد مهران إنه استوحى الفكرة من “قائمة المنقولات”، وهي إحدى العادات المصرية الشهيرة قبل الزواج، والتي يوثق فيها ملكية كل من الزوجين من قطع أثاث أو أجهزة كهربائية أو ما شابه، ويوقع الزوج على قائمة المنقولات ويقرّ أنه ملزم بردها إذا طلب منه ذلك.
وبطريقة مشابهة، اقترح مهران فكرة عقد قانوني ملحق بعقد الزواج يتضمن الشروط غير المادية التي يتفق عليها الزوجان قبل الزواج، ليكون بمثابة رادع قانوني في حال لم يلتزم أحد الطرفين بتلك الشروط.

الأزهر و دار الأفتاء يردوا على زواج التجربة
و بمتابعة راديو نجومنا شدد المركز العالمي للفتوى، التابع للأزهر، على أن الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة 5 سنوات أو أقل أو أكثر في ما يسمى بـ”زواج التجربة” بانتهائه بمدة معينة يجعل العقد باطلاً ومحرماً.
وأضاف: من أهمِّ دعائم نجاح هذه المنظومة هو قيام عقد الزواج بين الرجل والمرأة على نيَّة الدَّيمومة والاستمرار، والتحمّل الكامل لمسؤولياته كافَّة، لا أن يقوم على التأقيت، وقصد المُتعة إلى أجل حدده الطرفان سلفًا مقابل مبلغ من المال يدفعه الرجل للمرأة -وإن سمياه مهرًا -، دون اكتراث بما يترتب عليه من حقوق ومسؤوليات وأبناء وبنات.
وأكد أنه تم جَعل حَلّ هذا العقد بيد الزوج عن طريق الطَّلاق، أو الزوجة عن طريق الخُلع، أو القاضي عند التَّرافع إليه، لرفع الضَّرر عن المرأة مع حفظ حقوقها الشَّرعية.
أمَّا عن صورة عقد الزواج المُسمَّى بـ”زواج التجربة” فإنها تتنافى مع دعائم منظومة الزواج في الإسلام، وتتصادم مع أحكامه ومقاصده؛ إضافةً إلى ما فيها من امتهان للمرأة، وعدم صونٍ لكرامتها وكرامة أهلها، وهذه الصورة عامل من عوامل هدم القيم والأخلاق في المجتمع.
المركز العالمي للفتوى أكد أن زواج التجربة -كما قرَّر مُبتدعوه- هو زواج محظور فيه على كلا الزوجين حَلّه بطلاق من الزوج، أو خلع من الزوجة، أو تفريق من القاضي مدة 5 سنوات، أو أقل أو أكثر، على أن يكون ذلك شرطًا مُضمَّنًا في عقد الزواج إلى جوار شروط أخرى يتفق عليها طرفاه.
ومن جهتها أشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أن ما يسمى بـ”زواج التجربة”، مصطلح يحمل معاني سلبية دخيلة على المجتمع، الذي يأبى ما يخالف الشرع أو القيم الاجتماعية وتم استخدامه لتحقيق شهرة زائفة ودعاية رخيصة في الفضاء الإلكتروني.
الزواج الشرعي
يعرف الزواج الرسمي في اللغة العربية يعني الاقتران والازدواج، فيقال زوج بالشيء، وزوجه إليه: قرنه به، وتزاوج القوم وازدوجوا: تزوج بعضهم بعضاً، والمزاوجة والاقتران بمعنى واحد.
اصطلاحا، الزواج عادة ما يعني العلاقة التي يجتمع فيها رجل (يدعى الزوج) وامرأة (تدعى الزوجة) لبناء عائلة، والزواج علاقة متعارف عليها ولها أسس قانونية ومجتمعية ودينية وثقافية، وفي كثير من الثقافات البشرية يُنظر للزواج على أنه الإطار الأكثر قبولاً للالتزام بعلاقة جنسية وإنجاب أو تبني الأطفال بهدف إنشاء عائلة.
غالباً ما يرتبط الشخص بزوج واحد فقط في نفس الوقت، ولكن في بعض المجتمعات هناك حالات لتعدد الزوجات أو تعدد الأزواج.
في كثير من الحالات يحصل الزواج على شكل عقد شفوي وكتابي على يد سلطة دينية أو سلطة مدنية أو مجتمعية. وعادة ما يستمر الارتباط بين الزوجين طول العمر، وفي بعض الأحيان ولأسباب مختلفة يفك هذا الرابط بالطلاق بتراضي الطرفين أو بقرار من طرف آخر كالقضاء أو المحاكم بالتطليق أو فسخ العقد.
يمتد تاريخ الزواج، كما هو متعارف عليه، بين البشر إلى عهد آدم وحواء، حيث مَثلاَّ أول لبنة زواج شرعي في تاريخ البشرية.
اختلفت طرق الزواج على امتداد التاريخ البشري، حيث أن الارتباط في البداية بين الرجل والمرأة كان مقتصرا على شرط قبول الطرفين ببعضهما البعض، ثم تطور الأمر بتطور المجتمعات والعادات وظهور التشريعات الدينية لتصبح عملية الزواج أكثر تنقيحا ويصبح لها أسس وقوانين وشروط لإتمام الزواج.
لا تزال للزواج عادات سائدة حتى يومنا هذا وهو ما يسمى بالزواج التقليدي، حيث يبدأ الأهل بالبحث عن الزوجة المناسبة (وفقا لشروطهم ومعاييرهم) لابنهم حين بلوغه لسن الزواج والقيام بخطبة الفتاة، وهذه الشروط والمعايير تختلف من أمة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر ومن عصر إلى آخر.
وبتطور الحال والعصور أضيفت عملية اختيار جديدة إلى جانب الزواج التقليدي وهو أن يقوم الولد والبنت بالاتفاق مع بعضهم قبل أن يقوم الأهل بخطوة الخطبة، وذلك من خلال مجال الدراسة أو مجال الوظيفة أو من خلال وسائل الإعلام كالنشر في صفحات التعارف للزواج في المجلات أو عبر شبكة الإنترنت حيث يتواجد العديد من المواقع التي تقدم خدمة التوفيق للباحثين والباحثات عن شريك العمر.